الجمعة، 1 مايو 2009

انفلونزا الطعون بقلم جلال عامر

أنفلونزا الطعون
بقلم جلال عامر ٢٨/ ٤/ ٢٠٠٩
إن قلت ما تخافش مادمت تقول فى السر بإننا كنا نزرع سيناء بالمقاومة فأصبحنا نزرعها بالحشيش
ونطلب من المواطن أن يكون له بنك دون أن يكون له بيت،
ونبحث عن الأصوات الجديدة للغناء فى لجان الانتخابات،
ولسنا فى خصومة مع أشخاص نُجلّهم ولا مع برلمان نحترمه، نحن فقط نريد انتخابات تليق بوطن ظهرت فيه الحياة البرلمانية قبل مائة وخمسين عاماً من ظهور أنفلونزا الطيور.
ففى هذه الأيام المباركة كلما قابل مواطن أحد أعضاء مجلس الشعب سأله (إزى صحة عضويتك؟) بعد انتشار أنفلونزا الطعون، فالانتخابات فى مصر تجرى على مراحل، أول مرحلة هى إعلان النتيجة، ثم التصويت، ثم تأكيد الحجز، ثم الطعن عدة طعنات فى جهات مختلفة، ثم تشييع الجثة وحفظ التقارير.
وفى مصر يموت الميت ونصوّت عليه ومع أول انتخابات يعود هو ليصوّت بنفسه، فصوت الميت ليس عورة..
وأتذكر أن والدى رحمة الله عليه بعد وفاته بثلاث سنوات حصل على حكم رؤية لنا من محكمة الأسرة كنا ننفذه أمام اللجان تحت الإشراف القضائى الذى استبدلوه بالإشراف الفضائى، وكان كلما رأى طفلاً فينا تدعكه أمى بالحبر الفسفورى حتى لا يراه مره أخرى (حضرتك قدمت الساعة؟!)
ويتم نقل الصناديق على عربة نصف نقل ونصف عمال وفلاحين إلى لجنة الفرز حيث يتم استبعاد الزجاج والخشب والعظام وأكياس النايلون والاحتفاظ بالهلال والجمل
(أنا شخصياً نجحت كمقاتل فى دخول سيناء فى حرب ٧٣. وفشلت كمرشح فى دخول لجنتى فى انتخابات المنشية ٢٠٠٧)
وفى بعض البلاد عند ظهور بؤر الطعون يحلون البرلمان سبع مرات إحداهن بالتراب،
لكن الانتخابات فى مصر مهزلة ينتخب الناس عبدالحفيظ فينجح «عوضين» حتى يكون عوض منهم فئات والآخر عمال، وعلى طريقة انتقالات اللاعبين دفعت الحكومة شركة قابضة لأحد أعضاء البرلمان حتى ينتقل من حزبه المعارض (لا لا ولا لا يا حبيبى) إلى حزب الحكومة (استقرار. رخاء. تنمية) فالبقاء للأقوى، والولاء للفانلة.
وفى أيامنا كان العضو ينتقل بسيجارة أو حتة جاتوه يأكلها ويظل يصفق خمس سنوات حتى يهضمها.. نحن نعيش فى أزهى العصور وهو العصر الميوزى الذى ظهر فيه الجنون فى البقر والأنفلونزا فى الطيور وظل الفول شامخاً على العربة فى قدرتين ٥٠% منهم على الأقل «بليلة» (حضرتك قدمت الساعة؟!) أنا شخصياً أخّرتها ١٥٠ سنة.